‫الرئيسية‬ منوعات عثمان بشرى يرثي ربيع عبد الماجد : سوقني معاك !
منوعات - نوفمبر 16, 2020

عثمان بشرى يرثي ربيع عبد الماجد : سوقني معاك !

منوعات – الشاهد :

كتب الشاعر الجميل عثمان بشرى مقالا في رثاء الراحل المقيم الموسيقار ربيع عبد الماجد .. فيما يلي نصه :

مرور يومين من الفاجعة
يقول عثمان بشرى
…………
بسم الله والحمدلله ولا حول ولا قوة إلا به..
#ربيع:
طالت الشمس أم الغصن
الذى إستظللته مالت به الريح؟
فأفضى سره الزمن المفرق
بيننا حظا فحظا..!؟

إلتقينا بشكل صميم ونهائي، فى منتصف العام 91 فى تلك الأيام الكؤود اليابسة ..وعلى الرغم من كل ملامح الهدر والتيه والحاجة إلى كتف رؤوم وروح جذلة وقلب محب ..على الرغم من الجوع والمسقبة و وتوهان الأنفس وإضطراب الأفئدة ..كانت داركما العتيقة المعتقة برائحة النضال/الجمال/ والغناء ،ملاذا آمنا للعديد من الأرواح التائقة للحرية والإنعتاق من ظلامات ذلك الزمان الشحيح المتشح بسنواتهم المظلمة وهم فى بدايات قهرهم لأي فعل جميل..
كانت داركما أنت وتوأم روحك الهادى الهدي الرضي. طوق نجاة للسويعات القليلة التى نقضيها معيتكما فى التفكير العميق والجلي عن كيفية الخروج بفعل ما، عبر الغناء والشعر والمكابدة الجمالية.. كنت وعلى يفاعة تجربتي الشعرية وتمردها على ما اظن.. وقتها أأتى إليها بمعية الجميل إبراهيم الماحى وعبدالوهاب وردي وجمال يوسف لنجد عندكما عاطف ومحمود عازف الإيقاع الفذ رحمة الله تغشاه والفنانون الجميلون طارق مختار ووليد مأمون ووليد يوسف والجميلة رفيقته الصامدة هناء،ومن ثم يتوافد العقد الميمون بقية االرواد النبلاء من عازفين ومغنين هشام كمال .زينب .أسامة الأسد .طارق أبوعبيدة و عبداللطيف ضرار معتصم ساورا وهكذا كنا نناديه.و عفوا لمن سهوت عنهم فهم كثر (حملة معول التغيير فى الغناء) لحنا ،كلمة ،وأداء..
كان زمانا فارقا ومغايرا وصميمي الفكرة..
وبدأت (ساورا الجسارة الغنائية تتخلق)..!فى الخارج كان الظلاميون يتربصون بأي فعل يمسس مقدسهم اللعين..ومع ذلك كنتم عصبة محبة للحب والسلام والغناء والرفض لأي شكل من اشكال التركيع أو المساومةأو المتاجرة بمشروع ساورا العظيم..
توما 1وتوما 2.
مجنون يا نيل.
طفلة العصافير.
يوما ما.
لا زلنا فى أول ساعات الليل.
الشجر قربنى منك.
وردة ومنديل.
كان غناء ملائكيا، وريف ،حريف وندي
بينما كان المسخ فى الإذاعة والتلفزيون وكل المنصات الأخرى جنائزيا ومخربا للوجدان والروح. وإذ كانت هذه هى البدايات فما بالها فى منتصف التسعينيات.. وفى النصف الثاني منها..وما بال عاشقيكم من السواد الأعظم لطلبة الجامعات والمعاهد والمستنيرين المستطيرين فرحا بكم أينما صدحتم وكيفما غفل عنكم سدنة القبح والذين ما إنفك رقيبهم يضع العراقيل والحوائط السخمة حتى لا ينفذ هذا الضوء البهيج عبر الكوى العديدة والتى إبتدعتم وإبتدع محبوكم فى فتحها..

لقد اردتم أن تقولوا بحنكة مدروسة بدقة ،ان النص الذى تتناولونه (مفردة ولحنا وأداء) يحمل لمستمعيكم ومحبيكم. أخيلة جديدة ذات عمق جمالى ومعرفي يؤسس لثورة مغايرة فى تناول قضايا الحب والثورة والجمال..ويؤسس لمفاهيم إجتماعية تضع فى أولوياتها حقوق المراة والطفل وقضايا الإنسانية مجملا..

لكنها دولة الجرذان المسمة ، ما حلق طائركم إلا وهوى فى اقفاص العتمة والتوقيف…
ومع كل هذا الخراب الذى شمل اي شيء لم يتوقف نبضكم ولا توقكم وشغفكم بالجمال ورديفه من غناء عذب ومحرض ومصادم ..
وظللت انت يا ربيع دناينا وتوأمك الهادى قابضين على زناد المقاومة والعطاء ..تتفرق ساورا الرعيل الأول أيدى سبأ،فتجمعهم روحيكما بالمحبة ومكافحة الإحباط فى ثوب جديد كل مرة .وتبقيان انتما على عهدكما..
فتعود ساورا بمن تبقى من الحادبين عليها ، ومحلقة ارواح من إضطرتهم الظروف (مكرها أخاك لا بطل) محلقة فى جوها المعافى دعما معنويا ونفسيا..
ويشرق فجر لاعبين جدد فى فضاء ساورا الرحب .
معاوية الوكيل.. ياسمين إبراهيم ..عفراء محمد .ناهد. أسيل .ليميا الفاضل .مهند العريس . وآخرون .
وتلاحقكم مقصات الرقيب.ويهاجر هذا ويعتزل ذاك .. ولكنك مطلقا انت ورفيق روحك الهادى ما أيأستما ولا إنكسرتما..لقد ظل حفركما مستمرا وروحكما مستبشرة بالفجر الذى وعد غناؤكم به.(ساورا)
إن هارموني عظيم جمعكما ..هو هارموني الإسم (ساور) حتى انك اطلقته على إحدى كريماتك وأظنها الأولى.. كيف لا ،وزوجك العظيمة “أمية”كانت تدفع بروحك إلى ذلك..
فساورا لمن لا يعلم .هى شلالات خمس تنبع من منطقة ساورا أعالى جبل مرة ولكل شلال ماؤه المميز على الرغم من منبعها المتقارب وتصب فى شلال ساورا محدثة تناغما إلاهيا فريدا .
#سوقنى_معاك__يا_ربيع؛
هل هنالك مثابرة ونضال وجمال أكثر من كل هذا لثلاثين عاما حسومة..؟؟
#سوقنى_معاك:
فمنذ ليلة ألبارحة ومن لحظة سماعي هذه الفاجعة أشعر أنني قد بترت ،وأن جزءا غاليا علي قد فقدت وإلى الأبد..
فمن للموسيقي والغناء الثر بعدك إن كان فى ساورا أو كورال الحزب الشيوعي ..أو فى غيرهما من المناصات الإذاعية والتلفزيوية او حتى فى الدور الخاصة والأستديوهات…قل لي بربك يا ربيع..هل كلامي هذا سيعزينا ؟؟
هل سنجد سلوى وعزاءا بعدك؟
وما مصيرنا ومصير ساورا والغناء الذى لحنته ووزعته ولم تنتجه بعد.!؟

لا شيء عندى أقوله بعد أن إختارك ربك جواره وهو وحده الذى يعلم سرك ولقد إصطفاك عنده وسيرحمك ويفيض عليك عطفا وحنان مثلما كنت تحنو وتعطف على روحنا المتعب وآذاننا الشوهاء التى جلدتها بجذيل وعذب صوتك ووعيك وجمالك ..لك الدعوات الطيبات بإقامة هناءة ابدية وعظم الله ميزانك يا الحبيب.
فنحن لا نغير ما على الأرض
ولكنا نطورها بما يرضى العصافير
وآراء الصغار…
الجزيرة ابا نوفمبر 20

‫شاهد أيضًا‬

الإرادة

ريم عثمان : كتابات حرة الحياة رحلة طالت أو قصرت تحتاج أن نعيشها بسعادة وعطاء، أن نأخذ منها…