اتفاق سلام جوبا والمأزق الأخلاقي
دكتورة اميرة أحمد :
– السلام سمح لما يكون فعلا في سلام. ما حدث في جوبا ليس إتفاق سلام، وإنما محصاصات وترضيات على عينك يا تاجر. جوبا تمخضت طوال عام ونيف ولم تلد إلا مناصب سيادية ووزارية لوجوه قديمة كان أحري بها أن تنجز السلام من المناطق التي تدعي أنها تمثلها. لماذا إستغرق الإتفاق على توزيع المناصب كل هذه المدة، ومن الذي دفع الفاتورة؟ لماذا لم يذهب جبريل ورفاقه لخدمة شعب إقليمه بدلا من أن ينضم لشلة العواطلية في السيادي ويشغل منصب رأينا من خلال أقرانه الذين سبقوه أنه لا يقدم وإنما في الواقع يضر ويؤخر؟ لماذا كل هذا الزخم والبذخ والبلاد تخنقها أزمة الغلاء والندرة في السلع الأساسية؟ لماذا تخترق بروتوكولات الكرونا المعتمدة دوليا في بلد تمكنت فيه الكرونا من قادة الصف الأول من الإداريين ومن أكبر زعيم سياسي بها؟
– لا تبتزوا مشاعرنا ولا تصورونا على أننا دراما كوين، ولا تروجوا أن من لا يفرح لهذا السلام المزيف، هو شخص نكدي أناني وإستعلائي ومقاوم للتغيير.
-هذا سلام لا يلبى الطموحات، وحتى إذا إعتمدنا أنه خطوة في الطريق الصحيح، فكان ينبغي على الأقل أن يرجأ الاحتفال به حتى وصول القادة الأهم الحلو وعبد الواحد وإستيعابهم في عملية السلام هذه. وكان الأحري أن يكون الإحتفال رمزيا مراعاة لظروف الفقر والمرض ونقص تمويل الكتاب المدرسي التي نمر بها.
كان نفسنا نفرح معاكم والله، لكن بس ما أديتونا فرصة.
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …