‫الرئيسية‬ رأي مصير الحزب في كف عفريت!
رأي - نوفمبر 29, 2020

مصير الحزب في كف عفريت!

هشام هباني :

لقد صدر بيان حزب الامة عقب مواراة جسد رئيسه الراحل الامام الصادق المهدي عليه رحمات الله وغفرانه وقد اعلن فيه أن السيد نائب رئيس الحزب (اللواء) معاش فضل الله برمة ناصر وهو الآتي من خارج الاسرة ليسير شئون الحزب بحكم المنصب وهو امر من ناحية نظرية متقدم لمصلحة المؤسسية والديموقراطية في هذا الحزب الطائفي والسياسي العريق! لكن رئاسة حزب بهذا الحجم وفي هذه الفترة الانتقالية المفصلية الحساسة من تاريخ الوطن وهي مواجهة بتحديات خطرة لاتستهدف الثورة فحسب بل سيادة الوطن وكرامتنا سيكون امرا شاقا وعصيا على( العسكري) العجوز السيد برمة اذا لم يحاط بقوى اسناد حقيقية من افضل قيادات الحزب من اصحاب المواقف الوطنية الناصعة كي يعينوا رئيسهم المؤقت بمشورتهم السياسية في ادارة دفة هذا الحزب الكبير بعقل جماعي في وجهة ان يكون حزبا وطنيا منحازا لشعبه ولتحقيق اهداف وحماية ثورة ديسمبر والتي يعد الحزب واحدا من قواها الرئيسة التي ساهمت في الحراك الشعبي الذي أفضى للثورة مع بقية الكيانات.. فشخصية اللواء برمة العسكرية ووطنيته وولائه لهذا الحزب العريق لاتكفى لتأهيله حتى يحمل ذاك الافق السياسي الملم بكثير من تفاصيل المشهد الوطني المعقد الذي كان لدى الامام الراحل وبه كان يدير الحزب بخبرة طويلة في مثل هذه المطبات الوطنية الخطرة خاصة و نحن مواجهون بعصبة من عسكر اللجنة الامنية للسفاح المخلوع عمر البشير وبسبق اصرار وترصد استطاعوا ان يشاركونا في سدة ثورة قامت ضدهم واليوم يطمعون في اجهاضها واقامة حكمهم البديل. وقد ابانوا هذه الروح التآمرية في مجزرة ميدان الاعتصام وبالتالي سيعملون جاهدين بكل السبل لمواصلة سعيهم لاحتكار سلطة البلاد وبالتالي ستكون عقيدة برمة العسكرية السابقة هي الجسر الذي سيقربه نفسيا لخط المساومة مع هذه العصبة من عسكر ( السيادي) والذين وضح انهم قد حددوا وبشكل واضح من شواهد عديدة رغبتهم التآمرية للاستحواذ مستقبلا على الحكم ديموقراطيا من خلال بناء قاعدة جماهيرية عريضة لتمكنهم من استيلاء كاسح للسلطة ديموقراطيا وذلك كي ينفذوا اجنداتهم واجندات اسيادهم من وراء الحدود ..وهذه القاعدة سيصنعونها بسلطة المال والمحفزات الاخرى التي بين اياديهم وايادي من يحركونهم من وراء الحدود من الطامعين في خيرات وثروات بلادنا وهي قاعدة تتكون من قبائل وعشائر وعوائل وطوائف واحزاب ستضم سرا حزب المؤتمر الوطني المنحل وبقية احزاب الكيزان الاخرى واحزاب( الفكة ) التي صنعها الكيزان وايضا حزب الميرغني وايضا يطمحون في استمالة بعض الحركات الثورية لضمها في هذه الكتلة واما طريدتهم الكبرى التي سعوا اليها بقوة وغازلوها وغازلتهم هي حزب الامة اي الحزب الاكبر حيث بدأ الغزل بحياة الامام الراحل ولكنه لم ينجز شيئا ملموسا ولكن الان برحيله فان فرصتهم لتحقيق ذلك تكاد تكون مضمونة مائة بالمائة اذ سيسهل عليهم اختراق الحزب اذا آلت قيادته تحت سطوة عسكر حزب الامة (اللواء برمة واللواء عبد الرحمن والفريق صديق اسماعيل ) وهؤلاء الثلاثة وبالحاح بن الامام اللواء عبد الرحمن الصادق المتهافت جدا في هذه اللحظات المغريات للقيادة قطعا سيسوقون الحزب في هذه الوجهة التي يريدها عسكر ( السيادي) وذلك بروح الزمالة العسكرية و خاصة من جانب عبد الرحمن بن الامام والذي ظل حتى سقوط النظام مساعدا للسفاح البشير وبالتالي ستكون كارثة وخسارة كبرى اذا تمت استمالة هذا الحزب الهام في المعادلة السياسية لصالح عسكر السيادي المسنودين اقليميا وايضا دوليا كعملاء تم شراؤهم لحماية ورعاية مصالح اسيادهم من وراء الحدود ..ولذلك من خلال ثغرة عبد الرحمن سيتمكنون من احتلال هذا الحزب اذا تم تمكينه من رئاسة الحزب و التي يسعى اليها شخصيا وبتهافت واضح دللت عليه بعض لقطات الامس اثناء التشييع . ولذلك على صقور حزب الامة الالتفات لهذا المخطط التآمري على الحزب و الذي ستلعب عواطف الانصار دورا اساسيا في تحقيقه وذلك بان تاتي بعبد الرحمن رئيسا للحزب بالطريقة التقليدية التي كانت متبعة في الماضي ولذلك ينبغي التعجيل بالمؤتمر وحسم هذا الامر ديموقراطيا قبل ان يصير امرا واقعا بوضع اليد ! واما بقية القوى الوطنية الاخرى في خنادق الثورة المتشظية عليهم الانتباه لهذه المؤامرة التي تستهدف اختطاف ثورتنا ديموقراطيا وبالتالي عليهم الاسراع في اعداد انفسهم لاجهاض هذه المؤامرة وذلك باصلاح احزابهم ديموقراطيا وان يحيلوا حركاتهم لاحزاب سياسية وبالتالي ان يوحدوا انفسهم في جبهة واحدة استعدادا ليوم الحسم فالفترة الانتقالية قد تم تمديدها بعد اتفاق جوبا وستمتد اطول حتى تكتمل مسيرة السلام وهي فترة ستمكن اعداء الشعب ( عسكر السيادى) من بناء كتلتهم الاخطبوطية الخطرة التي اشرت اليها سابقا و التي ستلتهمنا جميعا من داخل المؤتمر الدستوري القادم وغالبا ما ستفرض علينا دستورها الملبي لتطلعات هذه الحواضن الرجعية…وبعده ستكتسحنا باسم الديموقراطية اذا ظللنا في هذه الغيبوبة التافهة من المناكفات والمزايدات كقوى مشتتة بالتالي يسهل سحقها ديموقراطيا…وبذلك ستضيع احلامنا في التغيير المنشود لطالما صاحب الشرعية القادمة هو المخول دستوريا ان يحكم بموجب رؤيته فقط لصالح اجنداته واجندات من يسندونه من خارج الحدود ولذلك فان استعادة وحدتنا باي ثمن ستجهض هذه المؤامرة في مهدها خاصة اذا سخرنا هذه الفترة الانتقالية عبر معركة السلام الى وسيلة منازلة ثورية حقيقية لتجريد هؤلاء العسكر من كل اسباب القوة التي يسعون بها لاختطاف ثورتنا.
وختاما اتمنى من صقور حزب الامة ان يسرعوا الخطى لعقد مؤتمرهم العام باسرع فرصة لتفويت الفرصة على عسكر السيادي الذين سيسعون بكل السبل لجر هذا الحزب الكبير والمهم كمقطورة لخدمة الحزب الاخطبوط القادم من خلال التأثير على هذا الثالوث العسكري( برمة.. عبد الرحمن وصديق) والذي نفسيا ومهنيا وعقديا اقرب للمساومة معهم ..ولاتفوتني لقطة عبد الرحمن الصادق على الجواد بالامس في اثناء التشييع وهي لقطة مستفزة تؤكد حقيقة نواياه وتهافته لخلافة ابيه اماما ورئيسا وهو امر افتعله بشكل مقصود مغازلا به بل مبتزا عواطف الطائفة والاسرة لكي يخلفوه محل ابيه كما كان معهودا في الماضي و بالتالي سيظل الحزب مستمرا كشركة اسرية لاتؤمن بالمؤسسة الحزبية وهو امر مهين لجماهيره خاصة اولئك المثقفون الذين يدركون ان الحزب لو آلت رئاسته لعبد الرحمن فعلى الحزب السلام حيث سيهنأ حينها باختراقه اصحاب الاجندات من العسكر واسيادهم (العربان) اللئام وخاصة من بوابة صنع معروف ليس بالمجان بذلوه في صحة الامام حتى وفاته وهو امر سيعمق في داخل الطيبين من ال البيت والانصار احساسا عميقا بالامتنان والعرفان لهؤلاء لعربان وبالتالي سيكون الحزب مطيتهم لانجاح مخططهم الخبيث لطالما رئيس الحزب نجل الامام سيصير تحت تصرفهم داجنا بسطوة المال فهي خير لجام… ولذلك مصير الحزب في كف عفريت بل مصيرنا جميعا في كف عفريت لاننا سنفتقد حزبا شعبيا ركنا مهما من خندق الثورة بقاعدته الجماهيرية العريضة من بؤساء السودان و التي ينبغى الا نزدريها و نفرط فيها اذ نحتاجها سندا لثورة شعب لم تصل بعد لبر الامان اذ تحتاج احزابا وطنية ذات قواعد شعبية تغذي الشارع ساعة الثورة وايضا تحرس صناديق الانتخابات عند النزال الديموقراطي القادم الذي ستحسمه فقط الصناديق وليس الشعارات والهتافات الطنانة المزايدة لدى احزاب ( لم ينجح أحد ) وفي رواية اخرى ( حضرنا ولم نجدكم) !!
فلمصلحة الديموقراطية واستقرار الوطن كي ننعم باخاء ونماء وسلام علينا ان ندعم كل احزابنا في خنادق المقاومة التي انجبت ثورة ديسمبر العظيمة بالنصائح والارشادات كي تكون احزابا ديموقراطية تحترم عطاءات كوادرها بشكل يحترم آدميتهم وبهذا فاننا ننشد اوضاعا ديموقراطية لبلادنا ستكون افضل من ديموقراطية اميريكا الشائخة والتي تعد الاعظم في العالم وعمرها اليوم اكثر من مائتي عام وبرغم ذلك لم تطور وعي الشعب الاميريكي( الجمهوري) بعدما قذفت بالمعتوه ترامب في الالفية الجديدة حيث تسرب بسطوة ماله مخترقا حزبه ومخترقا شعبه و فاز ورسب فيها بأصوات اكثر من سبعين مليون اميريكي عنصرى وهو امر مخجل في حق ديموقراطية الاميريكان وبالتالي فهؤلاء ( العنصريون الجمهوريون) ليسوا حالة مفدسة ومحترمة فحزبهم ليس افضل من احزابنا ولا قادتهم اوعى واشطر من قادتنا وايضا ليسوا افضل وعيا وتحضرا من ملايين السودانيين الانصار الوطنيين المحترمين في ربوع بلادهم التي ناضلوا لاجلها ودحروا الاستعمار ووعي اي واحد منهم افضل من وعي ترامب بمليون مرة وهو عين المجد والفخار!

‫شاهد أيضًا‬

مع السلامة

الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …