المحاور تريد…..”حاكم فاسد”
عمر عثمان :
عندما خرج الشعب السوداني الشارع قاصدا الإطاحة بالطاغية لم يقدم نداء استغاثة لأمريكا أو الإمارات أو مصر والسعودية ولم ينتظر منها أن ترسل طائراتها المقاتلة لدك المواقع العسكرية التي يحتمي بداخلها المخلوع أو ضرب المليشيات المساندة له وهي في طريقها لنجدته في الخرطوم قبل أن يتبدل قرارها من مساندة إلى انقلاب عليه ليقينها التام أن المخلوع ونظامه إلى زوال بعد أن رأت بالعين الا قوة في الأرض تستطيع هزيمة الحشود المعتصمة امام القيادة وفي الطرقات أو إثناء الثوار على التراجع والعودة إلى منازلهم قبل أن يحققوا الهدف الذي من أجله جاءوا.
هذه هي الحقيقة المجردة فلا اللجنة الأمنية للمخلوع ولا مليشيات الدعم السريع ولا الحركات المسلحة ولا دول المحاور المختلفة استطاعت تنقذ المخلوع وتثبت له حكمه بعد أن ظل وفيا لها جميعا بما فيها مني وجبريل وعقار الذين يحفظون له ودا أكثر مما يحفظونه للشعب الأعزل الذي شردوه واشتركوا جميعا في تدهور وطنه من أجل الانفراد بالسلطة سواء كانوا في المعارضة أو على رأس الحكم فهمهم جميعا لم ولن يتجاوز رغباتهم في الحكم الفاسد لاسواه.
يشترك الجميع ممن يمنون النفس بقتل المدنية في أن مصالحهم مرتبطة بوجود (حاكم فاسد) مبعثر الأوراق لايجيد سوى أنحناء الراس إيجابا لتنفيذ جميع المخططات التي تجعل من السودان وطنا كسيحا وذلك لن يأتي مالم يغيب الشعب بأي وسيلة، بموت كل الأجسام التي تمثله والتنكيل بها حتى يخرج عليها الشعب ويرضخ لسياسة الأمر الواقع بقبول من بيده السلاح حاكما ونثر احلام المدنية في الهواء الطلق.
فالحديث الغربي عن الانتقال الديمقراطي والتحول للمدنية لايعنينا في شئ ولن ننتظر في محطته طويلا أو نطلب منه الضغط على خلفاء المخلوع لتسليم السلطة بانتقال سلس والعودة للثكنات لأننا من نقرر ومن نقول لهم عودوا إلى ثكناتكم بلغة يفهمونها جيدا، والشارع الذي يغلي الان غير عابئ بما يخططون ويرسمون من الخطط والبرامج وما ينسجون من خيوط المؤامرات التي هي اوهن من بيت العنكبوت أمام السيول البشرية الجارفة التي ستخرج للشوارع قريبا، فالشارع يعبئ نفسه بنفسه دون الحاجة لدعم خارجي أو انتظار تصريح امريكي يطير به فرحا، وما في الصدور الان نفسه الذي كان قبل 19 ديسمبر المجيد أن لم يكن أشد سخونة وأكثر تدبيرا فالتجربة السابقة علمت الشارع الكثير وعثرات الانتقالية لن تتكرر بعد اليوم ودرس “ماتدي قفاك العسكر” أصبح جاهزا للتطبيق العملي بعد أن كان شعارا ثوريا يدخله الشك بأن العسكر ليس هم العسكر الذين عناهم الهتاف سوى قلة من الشرفاء الذين نعتز بهم وقد فارقت أخلاقهم، أخلاق من يتسيدون المشهد الان باسم العسكر.
فالتاريخ سجل وسيسجل أن هناك شعبا باكمله قد لقي حتفه في بحثه عن حريته وعيشه بكرامة مؤمنا بقضيته التي لا تراجع عنها وان اختلف القتلة وزاد عددهم بأضعاف مضاعفة من الباحثين عن السلطة بأي شكل الا المدنية والطريق القويم، فالدولة المحترمة لاتحكم بالسلاح وعدده وعتاده الذي يجب أن يوجه للخصوم ويسخر لحماية الحدود، لا صدور الشباب الذي يحلمون بوطن شامخ وطن عاتي ويرفضون كل أصناف الذل والهوان التي يسعى كل من بيده السلاح لسقياهم منها ومن ثم التربع على كرسي السلطة.
النقطة الأهم في الراهن السياسي يجب أن يعلم الساعيين للأنفراد بالسلطة واغتيال المدنية أن جل ما قاموا به ويقومون للاحتفاظ بالسلطة بعدة مسميات ذات صبغة ثورية لن ينطلي على عقول الشباب الذين صنعوا الثورة ومهدوا لهم الطريق للكراسي التي يجلسون عليها الآن، فبمثلما فعلوها سابقا في نظام عقدي استمر لثلاثة عقود لن يعييهم أن يفعلوها ثانيا وثالثا واربعا في نظام هم صانعوهو قبل أشهر قليلة الا ان يستقيم العود، طالما الظل أعوج.
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …